مـــنـــتـــدى خـــاطـــر الــإســـلامـــي
مـــنـــتـــدى خـــاطـــر الــإســـلامـــي
ترحب بك أجمل الترحيب
و تتمنى لك وقتا سعيدا
مليئا بالحب كما يحبه الله و يرضاه
فأهلا بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
و نرجو أن تفيد و تستفيد منا
لك منا أجمل المنى و أزكى التحيات
مـــنـــتـــدى خـــاطـــر الــإســـلامـــي
مـــنـــتـــدى خـــاطـــر الــإســـلامـــي
ترحب بك أجمل الترحيب
و تتمنى لك وقتا سعيدا
مليئا بالحب كما يحبه الله و يرضاه
فأهلا بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
و نرجو أن تفيد و تستفيد منا
لك منا أجمل المنى و أزكى التحيات
مـــنـــتـــدى خـــاطـــر الــإســـلامـــي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مواقيت الصلاة
أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:  
اليومية

الساعة
 


عدد الزوار
hit tracking
فضل الحـــــــــب Flags_1
المواضيع الأخيرة
» الحكمة رقم-235(الإثنين23-5-2016)
فضل الحـــــــــب Icon_minitime1الثلاثاء مايو 24, 2016 10:47 am من طرف الشيخ حيدر رمضان

» الحكمة رقم-234(الإثنين16-5-2016)
فضل الحـــــــــب Icon_minitime1الثلاثاء مايو 17, 2016 10:04 am من طرف الشيخ حيدر رمضان

» الحكمة رقم-233(الإثنين9-5-2016)
فضل الحـــــــــب Icon_minitime1الثلاثاء مايو 10, 2016 10:40 am من طرف الشيخ حيدر رمضان

» الحكمة رقم-232(الإثنين25-4-2016)
فضل الحـــــــــب Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 26, 2016 10:26 am من طرف الشيخ حيدر رمضان

» الحكمة رقم-231(الإثنين18-4-2016)
فضل الحـــــــــب Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2016 9:35 am من طرف الشيخ حيدر رمضان

» الحكمة رقم-230(الإثنين11-4-2016)
فضل الحـــــــــب Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 12, 2016 9:38 am من طرف الشيخ حيدر رمضان

» الحكمة رقم-229(الإثنين4-4-2016)
فضل الحـــــــــب Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 05, 2016 10:00 am من طرف الشيخ حيدر رمضان

»  الحكمة رقم-228(الإثنين28-3-2016)
فضل الحـــــــــب Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2016 9:32 am من طرف الشيخ حيدر رمضان

» الحكمة رقم-227(الإثنين21-3-2016)
فضل الحـــــــــب Icon_minitime1الثلاثاء مارس 22, 2016 9:42 am من طرف الشيخ حيدر رمضان

»  الحكمة رقم-226(الإثنين14-3-2016)
فضل الحـــــــــب Icon_minitime1الثلاثاء مارس 15, 2016 9:45 am من طرف الشيخ حيدر رمضان

دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 فضل الحـــــــــب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ حيدر رمضان
مشرف
مشرف
الشيخ حيدر رمضان


عدد المساهمات : 876
تاريخ التسجيل : 23/04/2012
العمر : 63
الموقع : غرب النوبارية-جمهورية مصر العربية

فضل الحـــــــــب Empty
مُساهمةموضوع: فضل الحـــــــــب   فضل الحـــــــــب Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 07, 2012 1:06 am

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، نَهَى عِبَادَهُ عَنْ وَسَاوِسِ الضَّغِينَةِ، وَأَمَرَهُمْ بِالتَّحَلِّي بِكُلِّ مَا يُحَـقِّقُ لَهُمُ الأَمْنَ وَالهُدُوءَ وَالسَّكِينَةَ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْـلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوكَّلُ عَلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْـلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، مَنْ أَوْدَعَ فِي قَلْبِهِ مَحَبَّتَهُ، نَالَ رَحْمَةَ اللهِ وَأَدْرَكَ مَثُوبَتَهُ، القَائِلُ: (( أَحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللهِ إِيَّايَ ))، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأصَحْابِهِ الذِينَ حقَّقُوا الحُبَّ فِي اللهِ تَحقِيقًا، وَزَادُوهُ بِحُسْنِ مُعَامَلاَتِهِمْ تَأْكِيدًا وَتَوثِيقًا، وَجَعَلُوهُ لَهُمْ مَنْهَجًا وَطَرِيقًا، وَرَضِيَ اللهُ عَنِ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

أَمَّا بَعْدُ،أحبتي في اللـــــــــــــــه :
لِلْحَيَاةِ فَضَائِلُهَا التِي يَجِبُ أَنْ تَتَحقَّقَ، وَيلْزَمُ أَنْ تَتَأصَّلَ وَتَتأكَّدَ وَتَتوثَّقَ، إِذْ لاَ قِيمَةَ لِحَيَاةٍ لاَ فَضَائِلَ فِيهَا، حَيْثُ لاَ خَيْرَ يَفِدُ إِلَيْهَا وَيأْتِيها، وَالفَضَائِلُ فِي الإِسلاَمِ لاَ تَأْتِي مُرُورًا وَلاَ تَفِدُ عُبُورًا، بَلْ لاَ بُدَّ أَنْ تَتَهيّأَ لَهَا الفُرْصَةُ لِلثَّبَاتِ وَالاستِقْرَارِ، وَالدَّوَامِ وَالاستِمْرَارِ، وَلمَّا كَانَتِ الحَيَاةُ لاَ تَنْفَصِلُ عَنِ الأَحيَاءِ لأَنَّها مِنْهُمْ وَإِلَيْهِمْ، لَزِمَ أَنْ يَرْعَى الإِنْسَانُ هَذِهِ الفَضَائِلَ وَيُنمِّيَهَا لِتَتَكَاثَرَ وَتَتَوافَرَ، بِحَيْثُ لاَ تَخْـلُو زَاوِيَةٌ مِنَ الحَيَاةِ وَلاَ يَخْلُو مَكَانٌ إِلاَّ وَلِلْفَضَائِلِ فِيهِ مُستَقَرٌّ وَمَكَانٌ، وَبِذَلِكَ يَعِيشُ الإِنْسَانُ آمِنًا فِي حَيَاتِهِ، وَيُلاَزِمُهُ التَّوفِيقُ فِي كُلِّ تَصَرُّفَاتِهِ، ولِمَ لاَ؟ وَقَدْ أَصْبَحَ لِنَيْـلِ الفَضَائِلِ سَاعِيًا، وَغَدَا لَهَا حَافِظًا وَرَاعِيًا، فَأَمْسَى وَقَدْ سَعِدَ حَالُهُ وَهَدأَ بَالُهُ، فَإِذا أَصْبَحَ بَاشَرَ عَمَلَهُ وَأَدَّاه بِكُلِّ عِنَايَةٍ، فَبَرَّ يَوْمَهُ وَلَمْ يَعُقَّهُ، لَقَدْ حَافَظَ عَلَى الوَقْتِ؛ آخِذًا مِنْ تَقلُّبِ اللَّيْـلِ وَالنَّهَارِ عِبَرًا وَعِظَاتٍ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ))، وَيَقُولُ جَلَّ شَأْنُهُ: ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ))، إِنَّ اللهَ يُبَارِكُ فِي وَقْتِ الإِنْسَانِ حِينَ يُعْمَرُ بِالفَضَائِلِ، فَإِذَا العَمَلُ الوَافِرُ الكَثِيرُ يُنْجَزُ فِي وَقْتٍ قَلِيلٍ وَزَمَنٍ قَصِيرٍ، وَيَبقَى لِلإنْسَانِ مِنَ الوَقْتِ بَعْدَ ذَلِكَ بَقِيَّةٌ؛ يُنْجِزُ فِيهَا أَعمَالاً لاَ تَقِلُّ دَرَجَةً وأَهَمِّيَّةً، وَلاَ شَيءَ كَحَمْدِ اللهِ وَذِكْرِهِ وَتَسْبِيحِهِ وَشُكْرِهِ بِالمَقَالِ أَو بإِنْجَازِ الأَعْمَالِ، لاَ شَيءَ كَهَذَا يَضَعُ البَرَكَةَ فِي اللَّيْـلِ وَالنَّهَارِ، بِمَا يَحْوِيَانِ مِنْ إِصبَاحٍ وَإِمْسَاءٍ وَعَشِيٍّ وَإِظْهَارٍ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ))، وَالذِي يَتَحلَّى بالفَضَائِلَ وَيُواظِبُ عَلَيْهَا، ويُيَسِّرُ كُلَّ طَرِيقٍ لِلْوُصُولِ إِلَيْهَا؛ يُيَسِّرُ اللهُ لَهُ أُمُورَهُ، وَيُضَاعِفُ لَهُ أُجُورَهُ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : (( مَنْ سَنَّ فِي الإِسلاَمِ سُنَّةً حَسَنةً فَلَهُ أَجْرُها وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيءٌ ))، أَمَّا مَنْ شَوَّهَ الفَضَائِلَ وَقَلَبَ الحَقَائِقَ وَغَيَّرَهَا وَحَرَّفَها فَلَنْ يَنَالَ إِلاَّ تَبِعَاتِ وِزْرِهِ، وَوِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ إِلَى أَنْ يَرِثَ اللهُ الأَرْضَ ومَنْ عَلَيْهَا، وَهَذَا مَا عَنَاهُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- بِقَولِهِ: (( مَنْ سَنَّ فِي الإِسلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيءٌ ))، إِنَّ الذِي يُشَوِّهُ فَضِيلَةً، أَو يُنْشِئُ رَذِيلَةً ويُوْهِمُ النَّاسَ أَنَّهَا فَضِيلَةٌ هُوَ يَكْذِبُ وَيَفْتَرِي وَيَتَحَمَّـلُ سُوءَ أَعْمَالِهِ، وَوِزْرَ ضَلاَلِهِ وَإِضْلاَلِهِ، فَيُضِيفُ أَثْقَالاً إِلَى أَثْقَالِهِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ)).
أيُّهَا الأحبة :
إِنَّ مِنَ الفَضَائِلِ التِي حَثَّ الإِسلاَمُ عَلَيْهَا وَدَعَا لِعِمَارَةِ الحَيَاةِ بِهَا فَضِيلَةَ الحُبِّ للهِ وَرَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم- أَوَّلاً، ثُمَّ مَا يُثْمِرُهُ ذَلِكَ مِنْ حُبِّ النَّاسِ أَجْمَعِينَ، فَبِتَحَقُّقِ هَذِهِ الخَصْـلَةِ العَظِيمَةِ بَيْنَهُمْ تَحلُو الحَيَاةُ وتُزْهِرُ، وتُضِيءُ وتُسْـفِرُ، لِذَا حَثَّ الإِسلاَمُ عَلَى أَنْ يَبقَى الطَّرِيقُ أَمَامَ هَذِهِ الفَضِيلَةِ مُمَهَّدًا، نَظِيفًا مُعَبَّدًا، لِيَأْخُذَ مَجْرَاهُ دُونَ عَوَائِقَ تَعُوقُ، أَو تَسُدُّ أَمَامَهُ الطَّرِيقَ، وَإِنْ حَدَثَ أَنْ ظَهَرَتْ فِي طَرِيقِ الحُبِّ عَوِائقُ أَو سُدُودٌ، فَإِنَّ الإِسلاَمَ يَحُثُّ عَلَى تَضَافُرِ الجُهُودِ لإِزَالَةِ هَذِهِ المُعَوِّقَاتِ وَالسُّدُودِ؛ حتَّى يُواصِلَ الحُبُّ مَسِيرَهُ، وَطَرِيقُ الوُصُولِ إِلَى ذَلِكَ يَسِيرٌ، وَمِنْ ذَلِكَ تَنْحِيَةُ كُلِّ وِشَايَةٍ، وَإِغْفَالُ كُلِّ نَمِيمَةٍ، فَرُبَّ وِشَايَةٍ مُغْرِضَةٍ عَكَّرَتْ صَفْوَ العَلاَقَاتِ وَشَغَلَتِ الأَوقَاتَ، وَكَانَ يَجِبُ أَنْ تَبقَى العَلاَقَاتُ مَتِينَةً قَوِيَّةً، وَسَفاسِفُ الأُمُورِ عَنِ الأَوقَاتِ بَعِيدَةً قَصِيَّةً، يَقُولُ اللهِ تَعَالَى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ))، وَلَقَدْ كَانَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- حَرِيصًا عَلَى أَنْ يَقْطَعَ الطَّرِيقَ أَمَامَ كُلِّ وِشَايَةٍ مُنْذُ البِدَايَةِ، حتَّى لاَ يَفِدَ إِلَى قَلْبِهِ النَّقِيِّ التَّقِيِّ مِنَ الأُمُورِ مَا يُعَكِّرُ ويُوغِرُ الصُّدُورَ؛ فَكَانَ يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: ((لاَ يُبلِّغُنِي أَحَدٌ عَنْ أَصحَابِي شَيْئًا؛ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْـكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ))، وَلَقَدْ كَانَ الصَّحَابَةُ وَأَهْـلُ الفَضْـلِ مِنْ بَعْدِهِمْ يَضِنُّونَ بِأَوقَاتِهِمْ أَنْ يُضَيِّعُوهَا بِتَصْدِيقِ وِشَايَةٍ وَنَمِيمَةٍ؛ لأَنَّ الوَقْتَ عِنْدَهُمْ لَهُ قِيمَةٌ عَظِيمَةٌ، رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - (( أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَذَكَرَ لَهُ عَنْ رَجُلٍ شَيْئًا؛ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنْ شِئْتَ نَظَرْنَا فِي أَمْرِكَ، فَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَأَنْتَ مِنْ أَهْـلِ هَذِهِ الآيَةِ: ((إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا))، وَإِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَأَنْتَ مِنْ أَهْـلِ هَذِهِ الآيَةِ: ((هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ))، وَإِنْ شِئْتَ عَفَوْنَا عَنْكَ، فَقَالَ: العَفْوَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ؛ لاَ أَعُودُ إِلَى ذَلِكَ أَبَدًا ))، إِنَّ كُلَّ وِشَايَةٍ يَقْصِدُ صَاحِبُهَا مِنْ وَرَائِهَا النَّيْـلَ مِنْ حُبِّ امْرِئٍ لأَخِيهِ تُعَدُّ خِسَّةً وَدَنَاءَةً، يَجِبُ أَنْ يَزْدَرِيَهَا الإِنْسَانُ وَيَطْرَحَها وَرَاءَهُ، فالحُبُّ رَصِيدٌ يَجِبُ الحِفَاظُ عَلَيْهِ وَعَدَمُ المِسَاسِ بِهِ، بَلْ يَجِبُ العَمَلُ عَلَى زِيَادَتِهِ وَإِنْمَائِهِ، وَتَغْذِيَتِهِ وَإِرْوَائِهِ، وَإِذَا حَدَثَ مَا يُذْبِلُ الحُبَّ ويُعَكِّرُ صَفْوَهُ، مِنْ عَثْرَةٍ بِاللِّسَانِ وَهَفْوَةٍ؛ فَلْيُسرِعْ كُلُّ مُحِبٍّ لِلْفَضَائِلِ إِلَى بَذْلِ كُلِّ مَا يَستَطِيعُ لِلْوُصُولِ إِلَى الإِصْلاَحِ، سَائِلاً اللهَ التَّوفِيقَ وَالنَّجَاحَ، وَسيُعِينُهُ اللهُ إِنْ شَاءَ عَلَى تَحقِيقِ مَا أَرَادَ وَإِنْجَازِ مَا شَاءَ، وَإِنَّ حُسْنَ النِّيَّةِ وَسَلاَمَةَ الطَّوِيَّةِ مِنَ المُتَهَاجِرَينِ وَالمُتَدَابِرَينِ وَمِمَّنْ تَدَخَّلَ لِلإِصلاَحِ بَيْنَهُمَا، كُلُّ هَذِهِ أُمُورٌ جَدِيرَةٌ بِالاهتِمَامِ؛ لِيَعُودَ الحُبُّ إِلَى صَفَائِهِ المَعْهُودِ، لأَنَّهِ فِي الأَصْـلِ ثَابِتٌ وَمَوْجُودٌ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى فِي شَأْنِ مَا يُخْشَى وُقُوعُهُ مِنْ شِقَاقٍ بَيْنَ زَوْجَيْنِ: ((وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا))، وَمَا يَنْطَبِقُ عَلَى الإِصْـلاَحِ بَيْنَ زَوْجَيْنِ يَنْطَبِقُ عَلَى غَيْرِهِمَا مِمَّنْ تَبَاعَدا بَعْدَ قُرْبٍ، وَتَبَاغَضَا بَعْدَ حُبٍّ، وَلَقَد تَّكفَّلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِكُلِّ مَنْ أَسْهَمَ فِي الإِصْـلاَحِ بَيْنَ مُتَخَاصِمَيْنِ وَالوِصَالِ بَيْنَ مُتَهَاجِرَيْنِ أَنْ يَشْمَلَهُ بِرَحْمَتِهِ، وَرِضْوَانِهِ وَمَثُوبَتِهِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ))، كَمَا رَفَعَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ قَدْرِ هَذَا العَمَلِ الذِي أَعَادَ الحُبَّ إِلَى نَقَائِهِ، وَرَوْنَقِهِ وَصَفَائِهِ؛ فَجَعَلَ لَهُ مَكَانَةً تُضَاهِي بَلْ تَفُوقُ دَرَجَةَ أَعْظَمِ العِبَادَاتِ، مِنْ صِيَامٍ وَصَلاَةٍ وَصَدَقَاتٍ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : (( أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيامِ وَالصَّلاَةِ وَالصَّدَقَةِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: إِصْـلاَحُ ذَاتِ البَيْنِ؛ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ، لاَ أَقُولُ تَحْـلِقُ الشَّعْرَ وَلكِنْ تَحْـلِقُ الدِّينَ))،
وَمِنْ هَذِهِ الآفَاتِ ظَنُّ السَّوءِ بِالنَّاسِ، مِنْ غَيْرِ بَيِّـنَةٍ وَعَلَى غَيْرِ أَسَاسٍ، إِنَّها آفَةٌ جَدِيرَةٌ بِالاستِئْصَالِ؛ لأَنَّ استِمْرَارَها يُؤَدِّي إِلَى وَأْدِ الحُبِّ وَقَبْرِ الوِصَالِ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ))، وَيَقُولُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: ((لاَ تَظُنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَخِيكَ إِلاَّ خَيْرًا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الخَيْرِ مَحْمَلاً))، وَمِنْ هَذِهِ الآفَاتِ التِي تُدَمِّرُ فَضِيلَةَ الحُبِّ بَيْنَ النَّاسِ التَّجَسُّسُ وَالغِيبَةُ، لِذَا حَرَّمَ الإِسلاَمُ هَذِهِ الآفَاتِ فِي آيَةٍ كَرِيمَةٍ مِنْ سُورَةِ الحُجُراتِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)).

أحبتي في اللهِ :
لَقَدْ حَذَّرَ الإِسلاَمُ مِنْ آفَاتٍ لَو بَقِيَتْ وَاستَمَرَّتْ كَانَ أَثَرُهَا فِي الحُبِّ خَطِيرًا؛ فَهِيَ تَقْضِي عَلَى المَحَبَّةِ وتُدَمِّرُها تَدْمِيرًا، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضِ، وَكُونُوا -عِبَادَ اللهِ- إِخْوَانًا))، إِنَّ الحُبَّ إِذَا استَقَرَّ فِي قَلْبِ كُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الأُسْرَةِ وَالمُجتَمَعِ؛ تَفَرَّغَ كُلُّ إِنْسَانٍ لأَدَاءِ عَمَلِهِ أَدَاءً مُتْـقَنًا مُحْـكَمًا بِكُلِّ هِمَّةٍ وَعَزِيمَةٍ، حَيْثُ النُّفُوسُ هَادِئَةٌ وَالقُلُوبُ سَلِيمَةٌ، فَاختِفَاءُ البَغْضَاءِ وَالضَّغِينَةِ يُسَاوِي حَتْمًا هُدُوءًا وَسَكِينَةً، وَالنُّفُوسُ إِذَا هَدَأَتْ وَسَكَنَتْ بَاشَرَ الإِنْسَانُ مَا وُكِلَ إِلَيْهِ مِنْ عَمَلٍ بِنَشَاطٍ وقُوَّةٍ. إِنَّ الحَيَاةَ فِي ظِلاَلِ الحُبِّ نَاضِرَةٌ زَاهِرَةٌ، وَالأَوقَاتَ بِحُسْنِ العَمَلِ وَمكَارِمِ الأَخْلاَقِ عَامِرَةٌ، وَلِرِفْعَةِ مَكَانَةِ الحُبِّ وَسُمُوِّ قَدْرِهِ وَتَعْظِيمِ أَمْرِهِ جَعَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَعِيمًا يَتَلذَّذُ بِهِ أَهْـلُ الجَنَّةِ فِي الجَنَّةِ، حَيْثُ الغِلُّ مِنَ القُلُوبِ مَنْزُوعٌ، وَالبُغْضُ فِيهَا مَجْذُوذٌ وَمَقْطُوعٌ، وَالأَمْنُ وَالسَّلاَمُ فِيهَا شِعَارٌ دَائِمٌ مَرْفُوعٌ، وَأَلْسِنَةُ أَهْـلِ الجَنَّةِ فِي الجَنَّةِ تَلْهَجُ بِحَمْدِ اللهِ وَشُكْرِهِ، وَتَسبِيحِهِ وَذِكْرِهِ، عَلَى أَنْ وَفَّقَهُمُ اللهُ لِهَذَا وَهَدَاهُمْ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ))، وَقَدَ نُزِعَ الغِلُّ مِنْ قُلُوبِ أَهْـلِ الجَنَّةِ قَبْـلَ دُخُولِهَا، لأَنَّ نَعِيمَها لاَ يَنَالُهُ حَقُودٌ، وَلاَ مُبْغِضٌ وَلاَ حَسُودٌ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((لاَ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حتَّى تَحَابُّوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْـتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ)).
فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَاعلَمُوا أَنَّ مَنْ حَرَمَ نَفْسَهُ فِي دُنْيَاهُ مِنَ الحُبِّ فِي اللهِ حُرِمَ مِنْهُ فِي أُخْرَاهُ، فَكَيْفَ يَحْرِمُ إِنْسَانٌ نَفْسَهُ هَذَا الخَيْرَ العَمِيمَ؟ إِنَّهُ تَصَرُّفٌ غَيْرُ سَلِيمٍ وَلاَ مُستَقِيمٍ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
وصل اللهم وسلم وزد وبارك وتحنن وتكرم علي أشرف خلقك وسيد أنبيائك وخاتم رسلك سيدنا ومولانا محمد النبي الأمي الأمين وعلي آله وصحبه أجمعين.
والحمــــــــــــــــــــــــــــد لله رب العالمــــــــــــــــــــين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ahbabelnaby.ahlamontada.com/
lovely angel
مشرفة
مشرفة



عدد المساهمات : 1936
تاريخ التسجيل : 24/07/2011
العمر : 35
الموقع : www.twitter.com/khaterwebsite

فضل الحـــــــــب Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل الحـــــــــب   فضل الحـــــــــب Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 07, 2012 5:21 am


طرح في غاية الجمال والروعه,كروعة حضورك وإختيارك الراقي
يعطيك ربي العافيه على هذا الموضوع القيم
أخترت وأحسنت وأبدعت في الإختيار
في إنتظار جديدك القادم بشوق
تقبل مروري البسيط بمتصفحك الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.khaterislam.yoo7.com
الشيخ حيدر رمضان
مشرف
مشرف
الشيخ حيدر رمضان


عدد المساهمات : 876
تاريخ التسجيل : 23/04/2012
العمر : 63
الموقع : غرب النوبارية-جمهورية مصر العربية

فضل الحـــــــــب Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل الحـــــــــب   فضل الحـــــــــب Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 07, 2012 7:00 am

أشكرك علي زوقك ومجاملاتك الرقيقة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ahbabelnaby.ahlamontada.com/
 
فضل الحـــــــــب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـــنـــتـــدى خـــاطـــر الــإســـلامـــي :: منتدى خاطر تفريغ المحاضرات :: قسم تفريغ دروس و محاضرات الشيخ حيذر رمضان-
انتقل الى: